الكتاب : البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

في تصنيف : التاريخ | عدد الصفحات : 470

بحث في كتاب : البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

المنسوب إلى
عماد الدين أبي حامد محمد بن محمد الأصفهاني (المتوفى سنة 597 هـ)

مخطوطة أحمد الثالث باستانبول
«رقم 2959»
ومخطوطة بودليان بجامعة أكسفورد
«رقم 172»

تحقيق
أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمري

المكتبة العصرية
الصفحة : 1


جَميع الحقوُق مَحفُوظَة لِلنَّاشِر
الطَّبْعَة الأولى
1423 هـ - 2002 م

شَرِكة أبنَاءِ شَرِيف الأَنْصَارِيّ لِلطِّباعَة وَالنشر وَالتَّوزيع
المَكتَبَة العَصريَّة لِلطِّباعَةِ وَالنَّشْر
الدَّار النَّمُوذَجِيَّة
المَطبَعَة العَصْرِيَّة
بَيْروت - ص. ب: 118355 - تِلفَاكس: 009611655015
صَيدا - ص. ب: 221 - تِلفَاكس: 009617720317
e-mail: alassrya@terra.net.lb
ISBN: 9953 - 435 - 93 - 6
الصفحة : 2


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الصفحة : 3


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بين يدَي الكتاب
المؤلّف المجهول!
من كُتُب التراث المخطوطة التي لم تُنشر ولم تُحَقَّق تحقيقًا علميًّا قبل الآن، واحد يُعتبر من أهمّ الكتب التي تنتمي إلى المكتبة التاريخية، وهو يحمل عنوان: "البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان"، يُنَسَب إلى القاضي "عماد الدين أبي حامد محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني، المعروف بالكاتب".
هكذا ورد اسم "المؤلّف" على صفحة غلاف الكتاب، وفي الصفحة الأخيرة منه، وقد وُصِف بـ "القاضي الأجلّ، العالم، العامل".
والذي يتبادر إلى الذهن فورًا، أنّ الكتاب من تأليف "العماد الأصفهاني" المؤرّخ والأديب المعروف، صاحب "البرق الشامي"، و "الفتح القسي في الفتح القُدسي"، و"خريدة القصر وجريدة العصر"، و" نُصْرَة الفَتْرة وعَصْرة الفِطرة"، وغيره من المصنّفات، وهو كان وزيرًا، ومن أصحاب السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، مرافقًا له في غزواتِه وفي حِلّه وترحاله، المُتَوفّى سنة 597 هـ (¬1). والذي يقوّي هذا الاعتقاد أنْ كتاب "البستان" ينتهي بانتهاء حوادث سنة 593 هـ، وقد أُشير في أثناء الكتاب أنه أُلّف في سنة 592 هـ (¬2). وهذا يدلّ على أن المؤلّف كان يعيش قريبًا من هذا التاريخ.
ومن يتصفّح الكتاب على عجلٍ يظن لأول وهلةٍ أنّ "العماد الأصفهاني" المشهور، هو المؤلّف فِعلًا، استنادًا لأمرين:
الأول: وجود اسمه على صفحة الغلاف من نسخة "أحمد الثالث" باسطنبول، رقم (2959).
¬__________
(¬1) اسم العماد بالكامل: أبو عبد الله، محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود بن هبة الله بن أَلُهْ، المعروف قديمًا بابن أخي الوزير. وُلد بأصبهان سنة 519 هـ. وتوفّي في مستهَلّ شهر رمضان سنة 597 هـ. بدمشق، انظر عنه في: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير والأعلام، للحافظ الذهبي (توفي 748 هـ). بتحقيقنا، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1417 هـ/ 1997 م، جزء فيه حوادث ووفيات 591 - 600 هـ - ص 316 - 323 رقم 397 وفيه حشدنا مصادر ترجمته الكثيرة.
(¬2) انظر: البستان - نسخة أحمد الثالث، رقم 2959، ورقة 3، وورقة 267 (حوادث سنة 590 هـ).
الصفحة : 5


الثاني: تقارُب تاريخ تأليف الكتاب وانتهائه مع تاريخ وفاة "العماد".
وهذا ما توقف عنده المستشرق "كلود كاهن" عندما نشر القسم الأخير من الكتاب، وهو المتعلّق بالحروب الصليبية، من سنة 490 هـ، حتى نهايته سنة 593 هـ (¬1).
غير أنّ من يقرأ الكتاب برَوِيّةِ ويتأمّل في أسلوبه ومنهجيّته، والمعلومات التي يحتويها، وطريقة عرض المادّة التاريخية، ويقوم بتحقيق نصّه، سيصل إلى قناعةٍ مؤكّدة بأن "العماد الأصفهاني" الكاتب المعروف لا علاقة له بتأليف كتاب "البستان" من قريب أو بعيد، وأن أحدهم انتحل اسم "العماد" ووضعه على صفحة الغلاف ونَسَبَه إليه ليَنْفُق على الناس، نظرًا لشُهرته.
ولقد ناقش المرحوم الدكتور "شاكر مصطفى" هذا الأمر وذكر ما نصُّه:
.. وكان من الممكن، بسهولةٍ، أن يُضاف هذا المؤلّف إلى تراث "العماد" الواسع لولا خمسة أمور:
أولها: إنه ما من مصدرِ من المصادر التاريخية ذكر للعماد كتابًا بهذا العنوان.
الثاني: إنّ أسلوبه الكتابيّ مختلف لأسلوب العماد المسجّع دومًا.
حتى عنوان الكتاب لا يتّبع السجع، مع أنّ عناوين العماد مسجّعة حتمًا، ومُعظَم الكتب في عهده على النهج نفسه من السجع.
الثالث: إنّ فيه، رغم اختصاره الشديد، الأمور المتعلّقة بأخبار صلاح الدين والتي لا نجدها لدى العماد في كتبه المطوَّلة، وبعضها يخالف رواية العماد نفسه.
الرابع: إن العماد يُعرف دومًا بالكاتب، وبالرغم من أنه كان يحمل لقب القاضي الأجَلّ في الوقت نفسه، إلا أنه لم يكن أبدًا يلقب بالقاضي فقط، ولم يكن لقب القاضي الأجلّ يُلصَق باسمه إلا في المكاتبات الرسميَّة.
الخامس: إنّ رواية الأحداث في خاتمة الكتاب تكشف أنّ صاحبه عاش في حلب، ثم في مصر، ولا يبدو أنه يعرف دمشق، فلا يبقى إلا أن يكون المؤرّخ مجهولًا انتحل الاسم ليَتفُق على الناس (¬2).
انتهى ما ذكره الدكتور "شاكر مصطفى".
* * *
¬__________
(¬1) cahen, cl. une chronique syrienne de vI/xII siccle- bulletin detudes orientales, t. vIII, damas 1937 - 38 - p- 115 - 158.
(¬2) التاريخ العربي والمؤرّخون- د. شاكر مصطفى - طبعة دار العلم للملايين، بيروت 1979 - ج 2/ 291، 292.
الصفحة : 6