الكتاب : التيسير في أصول واتجاهات التفسير

في تصنيف : علوم القرآن | عدد الصفحات : 133

بحث في كتاب : التيسير في أصول واتجاهات التفسير

[مقدمة الدكتور علي أحمد فراج]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
تقديم
بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور/ علي أحمد فراج علي (حفظه الله)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقد قرأت الكتاب المعنون بـ[التيسير في أصول واتجاهات التفسير].
للدكتور/ عماد علي عبد السميع، والكتاب من عنوانه "التيسير" فقد صيغ بأسلوب سهل سلس، يسهل فهمه وقراءته لمن يريد أن يتعرف على أصول واتجاهات المفسرين قديمًا وحديثًا.
وقد استفاد الباحث في كتاباته من خبرة وآراء السابقين له وخاصة العلماء المعاصرين الذين بذلوا جهودا مضنية في سبيل إبراز هذه الصورة المشرقة لعلماء التفسير قديمًا وحديثًا.
فنسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تقديم أ. د/ علي أحمد فراج علي
أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن
والعميد الأسبق لكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية
فرع جامعة الأزهر بأسيوط
الصفحة : 1


بسم الله الرّحمن الرّحيم
تقديم
بقلم فضيلة الاستاذ الدكتور/ مجاهد محمد هريدي (حفظه الله)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد:
فقد راجعت هذا العمل العلمي الذي كتبه، الدكتور/ عماد علي عبد السميع والذي هو بعنوان: [التيسير في أصول واتجاهات التفسير] فوجدته عملا طيبا، ذا فائدة قيمة، حيث تناول تلك المباحث المتعددة بصورة مختصرة يسهل فهمها على طلاب العلم، وبخاصة المبتدئين منهم، وهو بذلك قد بذل هذا الجهد المتواضع في خدمة كتاب الله تعالى.
فنسأل الله عز وجل أن ينفعه بما كتب وأن ينفع قارئيه بما سطّر، وأن يوفق الجميع للعمل بكتاب الله تعالى بسنّة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القائل: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وبالله التوفيق.
تقديم أ. د/ مجاهد محمد هريدي
أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن
بكلية أصول الدين - جامعة الأزهر
الصفحة : 2


مقدّمة
الحمد لله رب العالمين، أنزل كتابه وأمرنا بتدبره وفهمه فقال: كتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْك مُبارَك لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ولِيَتَذَكرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (29) [ص: 29].
والصلاة والسلام على من قيل له: وأَنْزَلْنا إِلَيْك الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَفَكرُونَ [النحل: 44].
ثم أما بعد:
فإني أكره التعقيد وأمقته مقتًا شديدًا، وأحب التيسير حبًّا شديدًا، واستبشر كلما قرأت كلام الله تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا [الطلاق: 7].
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) [الشرح: 5، 6].
ودائما أرجو ربي وأدعوه: قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) ويَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) واحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) واجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) [طه: 25 - 29].
ولهذا عندما كلفت بتدريس مادة أصول التفسير بكلية العلوم الإسلامية وجدت معظم الكتب لا يتناسب مع قدرات الطلاب - برغم تفوقهم والحمد لله - لأن أكثر المطروح من كتب أصول التفسير يلاحظ عليه ضخامة الحجم، وهذا لا يساعد الدارس في مرحلة الطلب على تجميع معلومة مرتبة.
فاستعنت بالله - عز وجل - للكتابة لتيسير تلك المادة على الطلاب لعل الله أن ييسر لنا طريقا إلي الجنة.
وأعترف - ليس اعتراف مدعي التواضع بل اعتراف من عرف قدر نفسه - أن كتابتي لا ترقي في مستواها إلي ما كتب العلماء الفحول؛ أمثال شيخنا الدكتور محمد لطفي الصباغ، أو الدكتور/ البلتاجي أو
الصفحة : 3


الشيخ السعدي .. وغير ذلك.
ولقد أغراني بالكتابة ما وجدته من كلام طيب للدكتور/ الصباغ - وهو يحث طلاب العلم أمثالي على مزيد من البحث في أصول التفسير - قال: (وعلم أصول التفسير يمكن أن نصنفه في العلوم القابلة للنمو، ذلك لأن العلوم أنواع: فمنها ما بلغ الغاية في النضج حتى قال عنه الباحثون إنه احترق .. ومنها علوم نضجت ولم تحترق، ومنها علوم ما زالت سائرة في طريق النضج ولما تبلغ تلك النهاية التي بلغتها العلوم الأخرى .. ونستطيع أن نلحق علم أصول التفسير بهذه الزمرة من العلوم) (¬1).
وقد ناقش الشيخ في هامش بحوثه في أصول التفسير عبارة: «إن من العلوم ما بلغ الغاية في النضج حتى احترق»، وقال هذه مبالغة، فالعلم مهما بحث فيه الباحثون لا يفسد ولا يحترق بل يزداد نضجا إن كان المنهج المتبع فيه سليما، والفساد يمكن أن يتسرب إلي كل علم عند ما يكون منهج البحث فيه منحرفا معوجا ولو لم يصل إلي مرحلة النضج.
كل هذا أزال عني التردد في أن أكتب في هذا الموضوع، الذي هو من أهم الموضوعات لطلاب العلم، إذ هو يتعلق بأشرف كتب الله على الإطلاق - القرآن الكريم - ورجائي من إخواني الطلاب والطالبات بذل الجهد لفهم تلك الأصول التي تضبط فهمنا لكتاب ربنا تعالى، لنفهم صوابا ونعمل صوابا بتوفيق من الله.
كما أرجو من كل مطالع لهذه الصفحات أن يعينني على تصويب أخطائي
¬__________
(¬1) د/ محمد لطفي الصباغ: بحوث في أصول التفسير ص 12.
الصفحة : 4


فيها، فهي ليست متعمدة وأن يسامحني، وأن يسأل الله لنفسه ولي معه أن ييسر لنا بالعلم مع رحمته طريقا إلي الجنة.
هذا: وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وكتبه
عماد علي عبد السّميع حسين
رئيس قسم علوم القرآن
بكلية العلوم الإسلامية
الصفحة : 5