الكتاب : تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد

في تصنيف : النحو والصرف | عدد الصفحات : 479

بحث في كتاب : تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد

تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد

تصنيف الشيخ جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري
الشهير بـ "ابن هشام الأنصاري"
ت: 761 هـ

تحقيق وتعليق/
الدكتور/ عباس مصطفى الصالحي
كلية التربية - بغداد

الناشر: دار الكتاب العربي
الصفحة : 1


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم. بحمدك نستفتح يا من تفرد بالقدم، ومن فيض فضلك نستمنح، يا من اخترع الموجودات من العدم، وإليك نرغب في أن تهدي أشرف صلواتك، وأزكى تحياتك، إلى من أرسلته على فترة من الرسل، وابتعثته على انقطاع من السبل، فجاء مجيء الصبح والليل مظلم، وحلَّ محل الغيث والقفر ممحل، وأن توفقنا إلى اقتباس أنواره، واقتفاء آثاره، وأن تجعلنا خداماً لكتابك المبين، وأعواناً للمستمسكين بحبلك المتين، وأن توضح السبل الموصلة إليه، وترشدنا إلى حقائق الشواهد الدالة عليه، وأن تجعله أنيسنا في اللحود، ودليلنا إلى دار كرامتك في اليوم المشهود بمنك وكرمك، وبعد: فقد شكا إلي جماعة من الطلاب، الراغبين في تحقيق علم الاعراب، ما يجدونه من نكد الشواهد الشعرية المستشهد بها في «شرح الخلاصة الألفية»، وأنهم لم يجدوا من يحسن إيرادها، ولا من يسعف بمطلوبه مرتادها، ولا من يفتح بسعة علمه مقفلها ولا من يوضح بلطف
الصفحة : 2


إدراكه مشكلها، وأنهم عطشى الأكباد إلى تأليفٍ يجمع ذلك، وتصنيف يهتدون به إلى تلك المسالك، فأنشأت لهم هذا المختصر المسمى بـ «تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد»، محتوياً على تفسير لفظها، وتحرير ضبطها، وبيان الشاهد منها، وإيراد بعض ما تقدمها من الأبيات وما تأخر عنها، أو نسيباً مستلذاً أو غزلاً، وفصلت ذلك كله مسألة مسألة، /3/ وتخيرت لها العبارة الموجزة والإشارة المستسهلة، ثم أنني رأيت أن من إتمام الفائدة، وإكمال العائدة، ألا أقتصر على شرح شواهد الشرح، ولا على مسائل تلك الشواهد، فأردفتها بشواهد كثيرة لم يشتمل عليها، ووشحتها بمسائل عديدة لم يتضمن التصريح بها، ولا الإشارة إليها، ومن الله سبحانه أستمد، وإلى ركنه الحصين أستند، على جوده العميم أعتمد، ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم.
الصفحة : 3


شواهد باب الكلام وما يتألف منه
مسألة [1]
قد يقصد بالكلمة الكلام
كقوله عليه السلام: "أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد، ألا كل شيء ما خلا الله باطل".
وهذا الحديث في الصحيح من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، ومن ألفاظه، أن أصدق كلمة، ومنها: أن أصدق بيت قاله الشاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل، ومنها: أصدق
الصفحة : 4


بيت قالته الشعراء، والثلاثة في صحيح مسلم، ومنها: أشعر وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم، ومنها: أصدق بيت قالته الشعراء، والثلاثة في صحيح مسلم، ومنها: اشعر كلمة تكلمت بها العرب، أورده ابن مالك في باب الضمير من شرح التسهيل، ولبيد هو ابن ربيعة العامري، صحابي شاعر مجيد، هجر الشعر حين أسلم، واستنشده عمر، فقال: أبدلني الله خيراً منه، سورتي البقرة وآل عمران، فزاد في عطائه، قيل: وليس له في الإسلام سوى قوله: [البسيط].
(الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالاً)
وقوله:
(ما عاتب الحر الكريم كنفسه ... والمرء ينفعه القرين الصالح)
وهذه الكلمة مما قاله قبل الإسلام، ولما أنشد الشطر الأول قال له
الصفحة : 5